بدون تردد

أطماع أردوغان [2/2]

محمد بركات
محمد بركات

رغم كثرة التصريحات والتحركات الطافية على سطح الأحداث إقليميا ودوليا، التى تشير فى ظاهرها الى وجود موجة من الاستنكار الدولي، للتوجهات والممارسات العدوانية التركية فى منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بصفة عامة، وعلى الأراضى الليبية على وجه الخصوص.
وبالرغم من موجة التصريحات المستنكرة والرافضة للبلطجة السياسية والعسكرية، التى ينتهجها أردوغان تجاه كل جيرانه فى الاقليم، وما يقوم به من ممارسات عدوانية فى ليبيا، وشحنات الأسلحة والارهابيين التى ينقلها من سوريا الى طرابلس،...، إلا أنه من الواضح تماما أن ذلك لن يتم ترجمته إلى تحرك دولى فاعل، لوقف هذه الممارسات أو الحد منها والسيطرة عليها.
من الواضح أن هذه التصريحات هى مجرد كلمات، ولن تتحول الى إجراءات عقابية أو تحركات عملية وفعلية على أرض الواقع، لردع ووقف الممارسات العدوانية التركية، فى ظل حالة السيولة والفوضى العارمة السائدة على الساحة الدولية، وانشغال العالم كله فى مواجهة الوباء الذى اجتاح كل الدول،...، وهى الظروف التى يستغلها أردوغان أبشغ استغلال بما جبل عليه من انتهازية سياسية.
 أقول ذلك بوضوح لكل من يتصور أو يأمل فى إمكانية تطور الموقف الدولي، لاتخاذ خطوات إيجابية رادعة لأردوغان، توقف عدوانه على ليبيا وتتصدى لأطماعه غير المشروعة.
وأزيد على ذلك بالقول بأن أردوغان يستغل أيضا حالة الاختلاف فى المواقف السائدة بين الدول الكبرى حول الموقف فى ليبيا، نظرا لاختلاف المصالح والرؤى بينهم، كما هو واضح فى الاختلاف القائم بين كل من ايطاليا وفرنسا والمانيا وانجلترا،..، وايضا بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية،..، ويرى أردوغان أن الفرصة سانحة الآن فى ظل كل تلك الظروف مجتمعة، لتحقيق أطماعه التوسعية وممارساته العدوانية فى ليبيا والمنطقة العربية.